د/عبدالعاطى المناعى يكتب / السياحة العلاجية جسر المودة والتواصل الإنساني
تعد مهنة الطب من أنبل وأشرف المهن قاطبة،لأنها تتعلق بالإنسان وصحته هذا الذي إستخلفه الله في الأرض فجعله خليفته لعظمة الإنسان وأهميته في هذه الحياة وهي مهنة إنسانية في المقام الأول ، أساسها الرحمة ورسلها الأطباء وكل الفريق المعاون ، الذين يمارسون دورهم بكل إتقان ، وهي تجمع بين العلم والأخلاق الفاضلة والرحمة ، وأنبل ما فيها الدعوات التي يتلقاها الطبيب من المريض قبل تلقيه ثمن الكشف .
فقد نصنفها كالملاك ، الذي يأتي بالرحمة والشفاء بعد الله سبحانه وتعالى … قديما كانوا يلقبون الطبيب بالحكيم، وذلك لأن الشعوب قديما يعرفون تماما ، أن معنى الحكمة أوسع وأشمل ، فإذ كان الطبيب هو من يعالج الأمراض ، فإن الحكيم يعالج النفوس المريضة والعقول الضعيفة ، فالحكمة تشمل العلم و المعرفة ، والفهم وأخلاقيات العمل الطبي الإنساني.
وكل السلوكيات الراقية التي يتحلى بها الإنسان . لكن للأسف الشديد يتصرف البعض من أصحاب المنشآت الطبية وبعض الأطباء ، والكوادر الطبية تصرفات تسيء جدا لسمعة ومكانة هذه المهنة الإنسانية ببعض السلوكيات ، والتصرفات التي لا تدل على الإنسانية والرحمة ، منها مثلا المغالاة الشديدة ومضاعفة السعر لغير المواطنين من ضيوف السياحة العلاجية .
أن مريض السياحة العلاجية ينفق اموالا طائلة بحثا عن العلاج والراحة من تذاكر السفر الغالية والإقامة والإنفاق على المعيشة والقلق الشديد من أسرته عليه وعلى ما يتم معه في بلد غريب وهنا عبء آخر على هؤلاء وهم الوسطاء فئة منهم تغالي غلاء فاحشا لا رحمة فيه وآخرين يقومون بواجبهم الإنساني بكفائة .
أتمنى لو كان دورهم هوالتنسيق السليم للمريض و ذويه مع الجهات المعالجة للمريض و أن لا يغالي في أجره و أجر مكتبه و ليأكل بالمعروف و أن يتحري الدقة في أختيار الجهات المقدمة للخدمة الصحية و الجهات المقدمة للخدمات السياحية لتكون ذات جودة وكفاءة و أسعار مناسبة بدون مغالاة .
حيث أن المريض وثق فيه و أختاره ليسهل عليه الأمور و من حقه أن يأخذ أجر لخدماته و ليس نسبة من فاتورة العلاج أو الإقامة أو غيرها من الخدمات التي يحتاجها المريض و لابد من إخبار المريض بالأسعار بتلك الجهات ليختار منها ما يناسبه في شفافية واضحة فعلى أصحاب المنشآت الطبية وكذلك الأطباء بوجه الخصوص ومن يعملون فيها معه في المستشفيات والمؤسسات الصحية ، أن يترفقوا مع الحالات المرضية .
وأن يتعاملوا بروح إنسانية عالية مع المرضى ومجتمعه ، بضوابط معينة تحافظ على ثقة الناس بشخصه وبمهنته، وتمكنه من تقديم الرعاية الصحية اللازمة المحترفة . وللقيام بواجبه للمرضى فعلى الطبيب ، الإلتزام بأخلاق سامية تحفظ كرامة المريض ، بالصورة التي تضمن تقديم أفضل رعاية صحية ممكنة له ، وتحافظ على منزلة الطبيب الذي يفني عمره في سبيل راحة الناس وخدمتهم .
كما أن مراعاة الجانب المادي للمريض يستوجب الأخذ بعين الإعتبار جدا، فالرحمة والمروءة مطلوبة في ظروفنا الصعبة التي نعيشها جميعا في ظل الأزمة الإقتصادية التى يعانى كل العالم منها.
فمن الممكن أن نجعل من مهنة الطب عبر السياحة العلاجية قنطرة مودة وجسر محبة بين الشعوب مما يزيد من تردد المرضي بعد إحساسهم بالطمانينة من مقدمى الخدمة الطبية اذا عاملوهم معاملة الضيوف من إكرامهم وتقديم العون اليهم قبل الطب وخدماته ربما يأتى مريض فقير فالواجب معاملته بأقل قدر من الكلفة وسيعوض الله ذلك أضعافا حين تصدق النوايا لأن الطب مهنة تحمل جميع المعاني والمدلولات الإنسانية السامية، مما يحتم على الطبيب التصرف على قدر المسؤولية التي يتطلبها علاج الناس ، وإنقاذ أبدانهم من الألم والمرض .
لأنه قبل كل شيء صاحب رسالة لا ممارس حرفة ، أو مهنة للتربح على حساب البشر . فإن المريض أمانة الله عنده ، والله عز وجل كبير وعليم ، وبيده الحياة والموت ، والصحة والمرض ، والغنى والفقر ، بيده كل من حوله ، وكل من فوقه ، وكل من تحته، فأرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء .