د. عبدالعاطي يكتب/ مريض السياحة العلاجية .. ضيف وليس زبون
مما لا شك فيه أن السياحة العلاجية تستوجب لنجاحها في أي مكان تقدم فيه الى العديد من العوامل الواجب توافرها لتكون بالجودة المناسبة لإرضاء الضيوف المرضي القادمين للعلاج نفسيا وجسديا ,والحقيقة أننا حين نتجرد كمقدمي خدمة صحية لأكرم مخلوق علي وجه الأرض وهو الإنسان خليفة الله في أرضه فإننا ساعتها ستتطور مهاراتنا بمرور الزمن وتزداد دخولنا بمبدأ الكيف والكم .
فمهارتنا في تقديم الخدمة يسبقها مهارتنا في تقديم واجب الضيافة للقادمين للعلاج أو الإستشفاء لدينا، هذا دور الطبيب وزملائه من التمريض والفنيين وكل العاملين بالمنشأة الطبية .
أما ذلك القابع في مكتبه يراقب الأرقام صعودا وصعودا دون أن يتنبه ربما الى جودة خدمته وتطور مهارات فريقه فمؤكد أن ذلك لن يستمر طويلا , وربما يوجه بمعاملة ضيوف السياحة العلاجية بأضعاف ثمن أبناء البلد وهذه كارثة أخرى .
أن تبسمنا في وجه مرضانا واجب ومعاملتهم بلطف كضيوف وليس كزبائن واجب وتقديم مشروب لهم أيضا واجب وقس على ذلك أما ما يحدث الآن وكلنا يراه ويلمسه ويعانى منه في بعض المنشآت الطبية فهذه تجارة تفتقر الى أبسط قواعد الإنسانية والرقي وهي الإحساس بآلام المرضى وعدم المتاجرة بهم وبآلامهم.
أستسيغ وأفضل لفظة الضيف عن العميل فإن الكلمة الأولي تحمل في معناها دفئا راقيا إنسانيا يحتاج المريض اليه وذووه أيضا ليست مهنتنا عملا روتينيا يقدم وإنما خدمات إنسانية راقيه تقدم للإنسان لذا يجب أن تقدم بكامل الإهتمام والترحيب اللائق بالضيوف .
كذلك يجب أن تقدم بجودة مميزة شديدة الدقة و ببراعة فريق العمل الذي يجب أن يتسم عمله بحب وتقدير وفهم لما يقدمونه حتى يجيدون تقديمه بالشكل الأمثل وجب علينا أن نعلم أبنائنا وبناتنا من طلاب الطب والفريق الصحي المساعد آداب مهنة الطب وقواعد الأخلاق فيها.
أنت اليوم طبيب لا تنسي إنك غدا قد تكون مريض فكيف تحب أن يعاملك الناس تذكر معاملتك لهم ، في عيادتى سنة(2002) أتت الي سكرتيرتى تسألنى أن هناك مريضا وهى تسألنى كم قيمة الكشف له فإستغربت سؤالها وقلت لها المعتاد كبقية الناس الا لو غير قادر فبدون رسوم
قالت لا هو أجنبي من دولة كذا – فكانت إجابتى هى الأولي مثله مثل بقية المرضي الا ن يكون غير قادر فبدون رسوم .
وأعتبرت أن الإنسانية هى غايتى وليست جنسية المريض وأن يكفي المريض أنه مريض فلا تزيدوا من آلامه وأهله والي الآن الحمد لله لم أغير مبدأي وفريقي الذي أعمل مهم وبهم يتفقون على ذلك وهذا هو شرط أن يرافقنا في تجربتنا في السياحة العلاجية او الإستشفاء البيئي وخدماته .
وطبعا دخلت في سجالات إعتراضيه متكررة عبر مسيرتى في ذلك أكثر من عشرين سنة منهم من يقول الخدمات والضرائب وارد لا الضرائب بتزيد فاتورة المريض غير المواطن ولا تعرف الا عدد المترددين وإعتراضات لا معنى لها الا الطمع والجشع وقلة الانسانية .