حميدتي ..أنا ابن بادية ولم أحظى من الدولة سوى العنف على مجتمعنا لذا ساندت التغيير
الإقتصادية نيوز / مزدلفة دكام – هدى حسين
قال نائب رئيس مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو أن البلاد تمر بمرحلة دقيقة لم يشهدها تاريخها من قبل ، تتطلب من الجميع أن نتجرد ونتحلى بالصدق مع نفوسنا ومع الشعب السوداني الذي صبر كثيراً وتحمل فوق كل الإحتمالات.
وقال حميدتي لدي خطاب وجهه للشعب السوداني بالقيادة العامة لقوات الدعم السريع انهم يتحملوا مسؤولية جسيمة وأمانة هذه البلاد في اعناقهم ، وتابع قائلا إن أحسنا الصنع نستطيع أن نخرجها إلى بر الأمان، وان تملكتنا المطامع الذاتية وقصر النظر سنلقي بها إلى التهلكة وهو ما لن نسمح لانفسنا أن يحدث مهما كان الثمن.
ولفت حميدتي الي انه ابن بادية بسيط، نشأ في أقاصي هوامش السودان ولم يحظي من الدولة سوى بعنفها تجاه مجتمعاتهم ، وتجاهلها لحقوقهم الأساسية، موكدا انه تعلم في مدرسة الحياة الكثير من الدروس، أهمها أن المسار القديم للسودان غير عادل وغير منصف، وقال دقلو عندما رأيت شباب وشابات ثورة ديسمبر المجيدة لم أتردد في الوقوف في صفهم ضد ظلم النظام البائد وإستبداده وفساده، رأيت أنني أشاركهم رغبتهم في التغيير إلى الأفضل وبناء السودان، حاولت ما استطعت فأصبت حينها وأخطأت أحياناً
واعترف حميدتي بخطأ إنقلاب (٢٥) اكتوبر، موضحا أن الذي تبين لي منذ يومه الأول لن يقود لما رغبنا فيه بأن يكون مخرجاً من الإحتقان السياسي ليصبح للأسف بوابة لعودة النظام البائد مما دفعه لعدم التردد بأن يعود عنه إلى الصواب وأنه يرغب بصدق في الخروج من السلطة السياسية وتسليمها لسلطة مدنية انتقالية، وهو أمر تعاهدت عليه مع السيد الرئيس الفريق أول عبدالفتاح البرهان وقيادة القوات المسلحة السودانية ولن أعود عنه ابداً.
وقال حميدتي أنا رجل نشأ في وسط الحروب ، عرفتها و(خبرتها) لذا أعرف معنى السلام وأهميته. منذ أيام الحكومة الإنتقالية الأولى اخترت في مجلس السيادة أن أتولى مهمة ملف السلام بالتنسيق مع حكومة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك ، لأنني مقتنع بأنه لا مستقبل لهذه البلاد بدون إسكات جميع أصوات البنادق وإدارة تبايناتنا بالحكمة والموعظة الحسنة.
إندلعت الحروب بسبب المظالم التاريخية في هوامش السودان، وجاءت ثورة ديسمبر لتمنح فرصة لمعالجة هذه المظالم دون حروب. لذا وقعنا إتفاق جوبا لسلام السودان الذي لم يجد حظه من التنفيذ لأسباب عديدة، لذا فقد جددنا العزم أن يكون الإتفاق السياسي النهائي مدخلاً لإحياء تنفيذ إتفاق السلام ولإكماله مع الحركات الموقعة، وتنفيذ جميع بنوده لا سيما المتعلقة بعودة النازحين واللاجئين إلى ديارهم وتوفير الحماية اللازمة لهم.
وأعرب عن عميق تقديره للحركات التي إختارت أن تكون جزءاً من العملية السياسية الجارية فقد إختاروا وضع مصالح البلاد فوق كل القضايا الصغيرة، مجددا دعوته للحركات الموقعة على إتفاق جوبا التي لم تنضم بعد للعملية السياسية بأن تكون جزءاً منها، فمستقبل تنفيذ السلام مرتبط بإستقرار البلاد السياسي وهو ما لن يتحقق سوى بإتفاق سياسي نهائي يؤسس لحكومة مدنية تعكس آمال الشعب وتطلعاته.
وأضاف إنني أشعر بألم عميق كلما شاهدت مظاهر الفقر والضيق الإقتصادي وتردي الخدمات في بلادنا . إن السودان بلد غني بأهله وموارده، افقرته سياسات الأنظمة المتعاقبة وصراعات السلطة ضيقة النظر.
إن حل الأزمة الإقتصادية الراهنة مرتبط بالإستقرار السياسي وفق حكومة مدنية، مناشدا الأسرة الدولية والإقليمية على الإستعداد لتقديم السند اللازم للحكومة القادمة، فشعبنا ينتظر منها الكثير وستواجهها مهمة صعبة ما لم تجد التعاون السريع والفعال لمواجهة التحديات الآقتصادية.
كما دعى الحكومة القادمة للإهتمام بالقطاعات الإنتاجية وإستثمار خيرات البلاد الزراعية والحيوانية والطبيعية وتوجيهها نحو المواطن في كافة أرجاء السودان بعدالة وإنصاف، والإهتمام بالتعليم والصحة كأهم عوامل النهضة الشاملة التي نتمنى أن نراها واقعاً يتحقق في هذه الأرض الطيبة، ومن جانبنا سنقف مع شعبنا في الضائقة الإقتصادية و تقديم الدعم لتخفيف أعباء المعيشة .
وأشاد نائب رئيس مجلس السيادة بالآلية الثلاثية المكونة من الإتحاد الإفريقي ومنظمة الإيقاد والأمم المتحدة، والآلية الرباعية والترويكا ممثلة في المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية ودولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والنرويج، والإتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء، وبلدان الجوار الإفريقي والعربي التي ساندت الشعب السوداني ودعمت خياراته.
وأضاف إنني أؤكد للجميع التزامنا في المؤسسة العسكرية بتعهداتنا التي قطعناها على أنفسنا بالخروج من السلطة السياسية وإنجاح العملية السياسية الجارية، كما اؤكد رغبتنا الجادة والصادقة في علاقات بناءة مع الأسرة الدولية والاقليمية ونأينا التام عن كل أشكال العلاقات الخارجية التي تمس بالسلم والأمن الدولي.
إن السودان دولة ذات تاريخ عريق في السلم مع الجوار، ولم يتحول لمصدر تهديد للإقليم والمجتمع الدولي إلا في سنوات حكم النظام البائد الذي أفسد علاقاتنا مع أشقائنا وجيراننا وهو ما لن يتكرر ابداً مرة أخرى في هذه البلاد.